نموذج التعلم التجريبي عند كولب

Group of teenagers in a classroom collaboratively working on laptops, fostering team learning.

من هو كولب؟

ديفيد كولب هو باحث ومختص في ميدان التعليم، وقدم نموذج التعلم التجريبي الذي يعتمد على أربع مراحل أساسية تشكل عملية تعلم ديناميكية وفعّالة. هذا النموذج يعكس التفاعل المستمر بين التجربة والملاحظة والتفكير المجرد والتجريب النشط. سنستعرض في هذا المقال الأنماط الأربعة التي تقسم نموذج كولب وأهميته في مجال التعليم، مع التركيز على كيفية تطبيقه في المواقف التعليمية.

الاسمديفيد كولب
تاريخ الميلاد1940
المدرسة التي ينتمي إليهاالتعلم التجريبي
أبرز مؤلفاته“التعلم التجريبي: النظرية والممارسة” (1984)
نظريته الأساسيةنموذج التعلم التجريبي


ما هي فكرة كولب؟

فكرة نموذج كولب للتعلم التكاملي تقوم على التعلم التجريبي، الذي يُعرّف التعلم فيه كعملية مستمرة ومتواصلة تتضمن التفاعل بين التجربة المباشرة و التفكير النقدي. وفقًا لهذا النموذج، يتم بناء المعرفة الجديدة من خلال دورة تكرارية تبدأ من الخبرة المباشرة، ثم التأمل في هذه الخبرة، ثم استخلاص مفاهيم أو أفكار منها، وأخيرًا تطبيق تلك المفاهيم في مواقف جديدة.

يؤكد كولب على أن التعلم ليس عملية خطية، بل دورة مستمرة تتداخل فيها هذه العناصر الأربع: التجربة الحية، الملاحظة التأملية، المفاهيم المجردة، و التجربة النشطة.

بناءً على ذلك، يعتمد نموذج كولب على تفاعل بين الأنماط المختلفة للتعلم التي تدمج التجربة العاطفية مع التفكير النقدي، مما يساعد المتعلمين على استكشاف المعرفة وتطبيقها بشكل عملي.

تطبيق نظرية كولب في المواقف التعليمية:

نظرية كولب لها تطبيقات كبيرة في تحسين العملية التعليمية داخل الصفوف الدراسية أو بيئات العمل. المعلمون يمكنهم:

  • تحديد نمط التعلم المفضل لكل طالب بناءً على تفضيلاته الشخصية في مراحل التعلم.
  • تقديم أنشطة تعلم متنوعة تشمل التجارب العملية، التأمل الفردي، التفكير المجرد، والتطبيقات العملية.
  • تخصيص أساليب التدريس لتتناسب مع الأنماط المختلفة، مما يزيد من مشاركة الطلاب ويُسهم في تحسين الفهم والتطبيق.

أبعاد نظرية كولب:

نظريّة ديفيد كولب في التعلم التجريبي تتكون من بُعدين رئيسيين:

  1. البُعد الأفقي: الأنشطة الأساسية للتعلم:
    • التجربة الملموسة: مرحلة يتفاعل فيها المتعلم بشكل مباشر مع موقف أو تجربة عملية.
    • الملاحظة والتأمل: بعد التجربة، يبدأ المتعلم بتسجيل أفكاره وملاحظاته حول تجربته.
    • التفكير المجرد: يقوم المتعلم بتفسير تجربته على أساس مفاهيم أو نظريات علمية.
    • التجريب النشط: يطبق المتعلم نتائج تفكيره في مواقف عملية جديدة.

التجربة الملموسة (Concrete Experience):

تتمثل هذه المرحلة في المشاركة الفعلية في تجربة جديدة أو نشاط عملي يمر به المتعلم. في هذه المرحلة، لا يكفي أن يتأمل المتعلم أو يلاحظ، بل يجب أن يكون جزءًا نشطًا في النشاط.

أمثلة على التجربة الملموسة:

  1. تجربة تعلم مهارة جديدة: على سبيل المثال، إذا كان المتعلم يتعلم الطهي، فإن التجربة الملموسة ستكون في تحضير الطعام بشكل مباشر، مثل تجربة تحضير طبق معين أو تعلم تقنيات الطهي.
  2. التعلم عبر المشاركة في ورش عمل: مثل ورشة عمل لتعلم إصلاح السيارات أو بناء المشاريع الهندسية، حيث يكتسب المتعلم المهارة من خلال ممارسة النشاط الفعلي.
  3. التعلم في الميدان: إذا كان المتعلم يتعلم عن الحياة البرية، فإنه يذهب إلى مناطق طبيعية لدراسة الكائنات الحية في بيئتها، وهذا يمثل نوعًا من التعلم التجريبي حيث يتفاعل المتعلم مع الواقع.

الملاحظة والتأمل (Reflective Observation):

بعد أن يخوض المتعلم تجربة جديدة، تبدأ المرحلة الثانية حيث يتأمل في تلك التجربة. هنا، يقوم المتعلم بمراجعة ما حدث في التجربة، ويتأمل في كيفية تأثيرها عليه وكيف استجاب لها. يُشجع المتعلم على التفكير في النقاط التي أثارت اهتمامه، والأشياء التي تعلمها.

أمثلة على الملاحظة والتأمل:

  1. مراجعة الأداء الرياضي: بعد تجربة رياضية مثل كرة القدم أو السباحة، يتأمل المتعلم في أداءه ويفكر في نقاط القوة والضعف.
  2. التفكير في تعلم لغة جديدة: قد يتأمل المتعلم في تأثير تعلم اللغة الجديدة على تواصله مع الآخرين وكيف أصبح أكثر قدرة على التفاعل.
  3. التأمل في تجربة مهنية: بعد إتمام مشروع معين في العمل، يبدأ المتعلم بمراجعة ما تعلمه من هذه التجربة وكيف يمكن تحسين الأداء في المستقبل.

التفكير المجرد (Abstract Conceptualization):

في هذه المرحلة، ينتقل المتعلم من الملاحظة إلى التفكير الأكثر تجريدًا. يقوم بتفسير التجربة بناءً على المعرفة السابقة، ويطور أفكارًا أو نظريات جديدة. هذه المرحلة تساعد المتعلم على ربط التجربة بالمعرفة النظرية، مما يساهم في فهم أعمق للتجربة.

أمثلة على التفكير المجرد:

  1. تفسير نتائج تجريبية في العلوم: إذا شارك المتعلم في تجربة علمية، سيقوم بتحليل البيانات التي جمعها بناءً على مفاهيم علمية مثل قوانين الفيزياء أو الكيمياء.
  2. صياغة استراتيجيات جديدة للتعلم: يمكن للمتعلم أن يطور أفكارًا حول كيفية تحسين أساليب الدراسة بناءً على تجربته الشخصية.
  3. تطوير نظرية في بيئة العمل: بعد تحليل تجربة مهنية، قد يطور المتعلم نموذجًا أو استراتيجية لإدارة المشاريع بناءً على الأفكار التي حصل عليها من التجربة.

التجريب النشط (Active Experimentation):

في المرحلة الأخيرة، يقوم المتعلم بتطبيق الأفكار والنظريات التي طورها في التجارب السابقة في مواقف جديدة. يكون الهدف من هذه المرحلة اختبار صحة الأفكار التي تم تطويرها بناءً على التجربة. وهكذا يبدأ المتعلم في تطبيق ما تعلمه في الواقع.

أمثلة على التجريب النشط:

  1. تنفيذ خطة عمل جديدة: بعد التفكير في طرق جديدة لتحسين الأداء في العمل، يبدأ المتعلم في تطبيق هذه الأفكار على المشاريع المستقبلية.
  2. استخدام استراتيجيات تعلم جديدة: إذا اكتشف المتعلم أن تقنيات تعلم جديدة قد تكون أكثر فاعلية، يبدأ بتطبيقها في تعلم مهارات جديدة أو تعزيز معرفته.
  3. تجربة أساليب جديدة في التعليم: في مجال التعليم، يمكن للمعلم تطبيق طرق تدريس جديدة بناءً على ما تعلمه من التجربة، ثم يقوم بتقييم فعالية هذه الأساليب مع الطلاب.

التفاعل بين المراحل:

تتفاعل هذه المراحل الأربعة بشكل مستمر في عملية تعلم متكاملة. يبدأ المتعلم بالتجربة المباشرة، ثم يعكس تلك التجربة ويأخذ وقتًا للتفكير في ما حدث. بعد ذلك، يصيغ نظريات أو أفكار جديدة بناءً على ما تعلمه، وأخيرًا يختبر هذه الأفكار في تجارب جديدة. هذا التفاعل الديناميكي بين المراحل يساعد في تعميق التعلم وتطوير المهارات والمعرفة لدى المتعلم.

من خلال هذه العملية، يتم تعزيز التعلم التجريبي الذي يعتمد على التفاعل المباشر مع التجارب وتفسيرها بشكل نقدي، مما يجعلها أكثر فعالية في تطوير المهارات والقدرات.
يمكن أن نتناول هذا البُعد من خلال ثلاثة أسئلة رئيسية تتعلق بكيفية التفكير، والإحساس، والإدراك في سياق التعلم التجريبي:

1. كيف نفكر؟

  • التفكير المجرد: في هذه المرحلة، يبدأ المتعلم في تحليل المعلومات بطريقة عقلانية. هو ينظر إلى التجربة السابقة بشكل أكثر تجرّدًا ويحاول ربط الأفكار ببعضها البعض أو وضع نظريات حول ما حدث.
  • المتعلم في هذه المرحلة يبدأ بتفسير وفهم التجربة باستخدام النظريات والمفاهيم. قد يتساءل عن الأسباب وراء ما حدث أو كيف يمكن أن يكون هناك تفسير منطقي للتجربة.
  • في النموذج، هذه المرحلة تعرف بـ التفكير المجرد (Abstract Conceptualization).

2. كيف نحس؟

  • الإحساس العاطفي والتجربة الملموسة: هذه المرحلة تتعلق بتجربة المشاعر والعواطف التي يمر بها المتعلم أثناء تفاعله مع العالم الخارجي أو في المواقف التعليمية.
  • يتفاعل المتعلم مع التجربة بشكل عاطفي وملموس، حيث يشعر بالتجربة في مواقف ملموسة، سواء كانت إيجابية أو سلبية.
  • يمكن أن تتضمن هذه المرحلة الإحساس بالنجاح أو الفشل، الرضا أو الإحباط، وهو ما يدفع المتعلم إلى التأمل في التجربة نفسها.
  • هذه المرحلة تتعلق بـ التجربة الملموسة (Concrete Experience)، حيث يتعامل المتعلم مع المعلومات بطرق عملية مباشرة.

3. كيف ندرك؟

  • الإدراك والوعي: هذه هي المرحلة التي تبدأ فيها القدرة على الفهم العميق والوعي بما يجري من حولنا. إدراكنا للتجربة يصبح أكثر وضوحًا بعد فحصها من خلال التفكير العميق والملاحظة.
  • في هذه المرحلة، يبدأ المتعلم في التأمل بما حدث ويربط بين ملاحظاته وأفكاره. الإدراك ليس مجرد استيعاب للمعلومات، بل هو عملية فكرية تؤدي إلى تشكيل أفكار جديدة.
  • هذه المرحلة تترابط مع الملاحظة والتأمل (Reflective Observation)، حيث يراجع المتعلم التجربة ويبدأ في تحديد الأنماط والمعاني التي لم يدركها في البداية.

العلاقة بين هذه الأبعاد:

  • التفكير يساعد على تحليل التجربة واستخلاص الأفكار النظرية.
  • الإحساس يعزز التفاعل العاطفي مع التجربة، مما يؤدي إلى فهم أعمق وأحيانًا تغيير في السلوك.
  • الإدراك هو عملية الوعي التي تساعد المتعلم على التأمل في التجربة وتحويلها إلى معارف عميقة.

هذه الأبعاد مترابطة بشكل ديناميكي في دورة التعلم التجريبي، حيث يساعد كل من التفكير والإحساس والإدراك في إثراء التجربة التعليمية وتحقيق الفهم الكامل للمفاهيم والمعرفة المكتسبة.

  1. البُعد الشاقولي: أنماط التعلم:
    • الجانب الفعّال: يفضل المتعلمون الذين يتبعون هذا الجانب التجربة المباشرة والتفاعل مع بيئتهم.
    • الجانب التأملي: يفضل المتعلمون التأمل العميق والتفكير في تجربتهم قبل اتخاذ أي قرار.
    • الجانب النظري: يفضل المتعلمون الذين يركزون على التحليل العقلاني وإنشاء المفاهيم والنظريات.
    • الجانب العملي: يفضل هؤلاء المتعلمون تطبيق الأفكار والنظريات في الحياة العملية.

نموذج ديفيد كولب لا يقتصر فقط على المراحل الأربع التي ذكرناها (التجربة الملموسة، الملاحظة والتأمل، التفكير المجرد، والتجريب النشط)، بل يشمل أيضًا تصنيف المتعلمين وفقًا لأساليب تعلمهم المفضلة. البُعد الثاني في هذا النموذج هو أنماط التعلم، الذي يعكس الاختلافات الفردية في كيفية تفاعل المتعلمين مع التجربة التعليمية. يتم تصنيف المتعلمين إلى أربعة أنماط رئيسية بناءً على تفضيلاتهم الشخصية في التعلم: الجانب الفعّال، التأملي، النظري، والعملي. فيما يلي شرح عميق لكل من هذه الأنماط مع أمثلة توضحها:

1. الجانب الفعّال (Active Learners):

يفضل بعض المتعلمين التعلم من خلال التفاعل المباشر مع البيئة أو مع الآخرين. هؤلاء الأفراد يتمتعون بحب التجربة العملية والمشاركة الفعّالة. يكونون عادة مفعمين بالطاقة، ويرغبون في الانخراط في الأنشطة العملية والتعلم من خلال التجارب الحية.

أمثلة على المتعلمين الفعّالين:

  • التعلم عن طريق اللعب أو الأنشطة الجماعية: مثل المتعلم الذي يفضل تعلم الرياضات من خلال اللعب المباشر والتفاعل مع زملائه، بدلًا من القراءة أو الدراسة النظرية عن القوانين.
  • ورش العمل: في بيئة العمل، يفضل هذا النوع من المتعلمين الانخراط في ورش العمل والتدريبات العملية حيث يمكنهم التفاعل مع الأدوات والمعدات أو مع فرق العمل.

خصائص المتعلم الفعّال:

  • يتمتع بالحماس والرغبة في العمل الجماعي.
  • يفضل القيام بالأشياء بنفسه بدلاً من التحدث عنها أو التفكير فيها فقط.
  • يواجه صعوبة في البقاء مركزًا في المهام التي تتطلب تفكيرًا طويلًا أو تحليلًا عميقًا.

2. الجانب التأملي (Reflective Learners):

يتميز هؤلاء المتعلمون بحبهم للتفكير العميق في تجاربهم. لا يتخذون قراراتهم بسرعة، بل يفضلون الوقوف والتأمل في التفاصيل والأبعاد المختلفة لتجربتهم. يميلون إلى جمع المعلومات والملاحظات، ثم تحليلها قبل أن يتخذوا أي خطوة.

أمثلة على المتعلمين التأمليين:

  • التفكير في التجارب الشخصية: بعد إجراء تجربة علمية، قد يأخذ المتعلم التأملي وقتًا طويلًا للتفكير في النتائج والاحتمالات المختلفة بدلاً من الانخراط في التجربة التالية على الفور.
  • مراجعة الأداء بعد العروض التقديمية: في بيئة العمل أو التعليم، يقوم المتعلم التأملي بمراجعة أدائه بعد تقديم عرض، ويناقش ما الذي كان جيدًا وما الذي يمكن تحسينه.

خصائص المتعلم التأملي:

  • يميل إلى التفكير في الأفكار من عدة زوايا.
  • يفضل مراقبة الآخرين وتسجيل الملاحظات أكثر من القيام بالمشاركة الفعّالة.
  • يتجنب المخاطرة ويحب جمع البيانات قبل اتخاذ أي قرارات.

3. الجانب النظري (Theoretical Learners):

المتعلمون النظريون يفضلون التفكير المجرد وتحليل المواقف باستخدام المعرفة النظرية. إنهم يبنون فهمهم على الأسس العقلانية والنماذج النظرية ويبحثون دائمًا عن المبادئ العامة والقوانين التي تفسر الظواهر.

أمثلة على المتعلمين النظريين:

  • البحث في المراجع والكتب: هذا النوع من المتعلمين قد يقضي ساعات طويلة في قراءة الأبحاث أو الدراسات النظرية لفهم الموضوع بشكل أعمق.
  • صياغة نماذج علمية: في حالة دراسة العلوم، قد يفضل المتعلم النظري إنشاء نماذج علمية لتحليل الظواهر الطبيعية، بدلاً من المشاركة في التجارب العملية.

خصائص المتعلم النظري:

  • يحب الفهم العميق للمفاهيم الأساسية والنظريات.
  • يميل إلى تحليل الأفكار والتوصل إلى استنتاجات نظرية من خلال التفكير المنطقي.
  • لا يفضل التفاعل المباشر أو التجارب العملية إلا إذا كانت مدعومة بتفسيرات نظرية قوية.

4. الجانب العملي (Pragmatic Learners):

المتعلمون العمليون يفضلون تطبيق الأفكار والنظريات في الحياة اليومية والعملية. إنهم يميلون إلى حل المشكلات من خلال الاستراتيجيات التي تم اختبارها في الواقع، ويستمتعون بتطبيق المفاهيم النظرية في مواقف حقيقية.

أمثلة على المتعلمين العمليين:

  • حل المشكلات المهنية: مثل الموظف الذي يواجه تحديًا تقنيًا في مكان العمل، فيستخدم المعرفة النظرية التي تعلمها ليطبق حلولًا عملية مباشرة.
  • التعلم من خلال الخبرة العملية: في مجال التعليم، قد يفضل المعلمون تطبيق أساليب التدريس الجديدة في الفصل الدراسي بشكل مباشر لتقييم فعاليتها بدلاً من مجرد قراءتها في النظرية.

فالبُعد الثاني في نموذج كولب يعكس الطريقة التي يتعامل بها المتعلم مع التجربة السابقة وكيف يعالجها بعد حدوثها. هذا البُعد يتعلق بما يفعله المتعلم بعد أن يمر بتجربة معينة وكيف يُعيد تقييمها ويفكر فيها بطرق مختلفة. يشمل هذا البُعد التأمل ومعالجة التجربة باستخدام أساليب فكرية متقدمة.

1. كيف نتأمل؟

  • التأمل العميق: بعد المرور بتجربة، يبدأ المتعلم في التفكير فيها بشكل عميق، محاولًا استيعاب معانيها وتداعياتها. هذه المرحلة هي التي يتم فيها مراجعة التجربة بعد أن تكون قد حدثت.
  • يتساءل المتعلم في هذه المرحلة عن ما حدث، وكيف يمكن تفسيره، وما هي النتائج التي يمكن استخلاصها. لا يقتصر التأمل على التفكير العقلي البسيط، بل يشمل أيضًا التحليل العاطفي لكيفية تأثير التجربة عليه.
  • هذه المرحلة تعزز التعلم التفاعلي حيث يقوم المتعلم بتقييم التجربة من خلال منظور جديد قد يكون مختلفًا عن التصور الأولي لها.
  • التأمل هو جزء من عملية الملاحظة والتفكير حيث يعيد المتعلم بناء فهمه بناءً على البيانات والتجربة.

2. كيف نعالج؟

  • معالجة التجربة تعني التحليل النقدي والتفكير في كيفية تحسين التجربة أو كيفية تطبيق ما تم تعلمه منها في المستقبل. في هذه المرحلة، يبدأ المتعلم في ربط التجربة بمفاهيم أو أفكار نظرية ويفكر في كيف يمكن تطبيقها في سياقات أخرى.
  • المعالجة تتضمن طرح أسئلة مثل: “ما الذي يمكنني تعلمه من هذه التجربة؟” و “كيف يمكنني تحسين طريقة تعاملي مع المواقف المستقبلية؟”
  • في هذه المرحلة، يستخدم المتعلم التفكير التحليلي ليصل إلى استنتاجات منطقية قد تشكل تغييرات في طريقة التفاعل مع العالم أو أسلوب التعلم في المستقبل.
  • المعالجة تتيح للمتعلم فرصة النقد البناء للتجربة الخاصة به، وفي نفس الوقت إعادة تنظيم الأفكار لتطوير مفاهيم أعمق يمكن تطبيقها في المستقبل.

العلاقة بين التأمل والمعالجة:

  • التأمل يعمل كخطوة تمهيدية ضرورية للمُعالجة، حيث أن المتعلم يحتاج إلى تفكير متأمل في التجربة السابقة لكي يتمكن من معالجتها وتطبيق ما تعلمه بشكل أكثر فعالية.
  • التأمل يوفر الفرصة للمتعلم لمراجعة الأخطاء أو النجاحات، بينما تساعد المعالجة في تطوير خطة عمل أو فكرة توجيهية يمكن استخدامها في المواقف القادمة.

في سياق نموذج كولب:

  • يعتبر التأمل مرحلة ضرورية تساهم في تحقيق فهم أعمق للتجربة، أما المعالجة فهي المرحلة التي يتحول فيها هذا الفهم إلى تطبيق عملي وتنفيذ مستقبلي.

في النهاية:

البُعد الثاني (التأمل والمعالجة) يعكس قدرة المتعلم على التحليل النقدي والتفكير بعد التجربة، ويحفز عمليات النمو الشخصي والتعلم المستمر، ويعزز من القدرة على تحسين الأداء بناءً على الفهم المكتسب من التجارب السابقة.

دعونا نلخص ما أدرجناه سابقًا حول نظرية كولب في جدول

البُعدالوصفالمرحلةالتركيزالأنشطة المقترحة
1. التجربة الملموسة (Concrete Experience)مرحلة التفاعل مع التجربة العملية المباشرة. المتعلم يواجه تجربة جديدة ويتفاعل معها مباشرة.التجربةتفاعل مباشر مع العالم الخارجي أو مواقف تعليمية جديدة.المشاركة في أنشطة عملية، تجارب ميدانية، أنشطة جماعية.
2. الملاحظة التأملية (Reflective Observation)مرحلة التأمل في التجربة وتقييمها، والتركيز على مشاعر المتعلم وتفاعلاته أثناء التجربة.التأملالتفكير في التجربة، وطرح الأسئلة حول أسبابها ونتائجها.مراجعة التجربة، كتابة ملاحظات، المناقشة الجماعية.
3. التفكير المجرد (Abstract Conceptualization)مرحلة تطوير الفهم النظري للتجربة من خلال ربطها بالمفاهيم والنظريات.التفسير والتفكيربناء مفاهيم ونظريات لفهم التجربة والتوصل إلى استنتاجات منطقية.تحليل التجربة باستخدام مفاهيم نظرية، القراءة والبحث.
4. التجربة النشطة (Active Experimentation)مرحلة تطبيق الأفكار المستخلصة من التجربة على مواقف جديدة، لاختبار صحة الفهم.التطبيقاختبار الأفكار في مواقف جديدة والتعديل على السلوك بناءً على الفهم المكتسب.إجراء تجارب جديدة، تنفيذ خطط عمل، تعديل السلوك بناءً على الدروس المستفادة.

    في النهاية يقدم نموذج كولب إطارًا مرنًا ومتجددًا يسمح للمتعلمين بالتكيف مع أساليب تعلم متنوعة ويشجع على التفاعل العملي و الاستكشاف. سواء في التعليم الجامعي، التدريب المهني، أو بيئات التعلم متعددة الثقافات، يُعتبر نموذج كولب أداة فعالة لتطوير أساليب التعليم وتوسيع نطاق التعلم الفردي.

    المراجع:

    دعنا نختبر معرفتك حول ما قرأت

    النتيجة

    جدول المحتويات

    جدول المحتويات

    #1. ما هي المرحلة الأولى في نموذج كولب للتعلم التجريبي؟

    الإجابة الصحيحة: ب. التجربة الحية
    التحليل: تبدأ الدورة التعليمية في نموذج كولب بالتجربة الحية، حيث يمر المتعلم بتجربة عملية أو تجربة حسية، ومن ثم ينتقل إلى مراحل أخرى من الملاحظة والتفكير.

    #2. أي من الأنماط التالية يفضل التفاعل المباشر مع البيئة والتعلم من خلال التجربة؟

    الإجابة الصحيحة: ج. النمط التنفيذي
    التحليل: المتعلمون الذين يتبعون النمط التنفيذي يميلون إلى التفاعل المباشر مع البيئة ويستخلصون النتائج من التجربة العملية والتطبيق الفعلي.

    #3. في أي مرحلة من مراحل نموذج كولب يتم تحويل التجربة إلى أفكار ونظريات؟

    الإجابة الصحيحة: ج. المفاهيم المجردة
    التحليل: في هذه المرحلة، يقوم المتعلم بتفسير تجربته وتحويلها إلى أفكار أو نماذج نظرية من خلال التفكير المجرد.

    #4. من الأنماط الأربعة في نموذج كولب، أي النمط يعتمد على التفكير العميق في التجربة وتسجيل الملاحظات؟

    الإجابة الصحيحة: ج. النمط الانعكاسي
    التحليل: المتعلمون الذين يتبعون النمط الانعكاسي يفضلون التفكير والتأمل في التجارب التي مروا بها بدلاً من اتخاذ قرارات سريعة.

    #5. ما هو البُعد الذي يعبر عن كيفية معالجة أو تطبيق المعرفة المكتسبة على أرض الواقع في نموذج كولب؟

    الإجابة الصحيحة: ب. البُعد الشاقولي
    التحليل: البُعد الشاقولي يتعلق بكيفية معالجة المعرفة المكتسبة والتعامل معها بعد التجربة من خلال التفكير العميق والتأمل.

    انتهى

    جدول المحتويات

    Index
    Scroll to Top